التعربف بمدرسة الزاوية الخضراء

إن أصل اسم مدرسة الزاوية الخضراء يعود إلى اسم الزاوية الشرادية نسبة لصاحبتها التي كانت دارا تملكها وقامت بإهدائها إلى جدنا الشيح أحمد بن الطالب ابن سودة، مؤسس الخزانة الأحمدية، وجعلها جامع للصلاة بدون صومعة. وكان رحمه الله يلقي فيها درسا يومنا، إلى أن دفن بها.

 

وفي بداية القرن الماضي، تحولت الزاوية إلى مدرسة حرة، وهي مدرسة أسست في ذلك الإبان للمحافظة على تلقين اللغة العربية والروح الدينية. وكان تأسيسها سنة 1338هـ الموافق لعام 1920م، بعد أن كان هدفها الأول زاوية دينية، لأن الاستعمار آنذاك لم يكن ليسمح لمؤسسة تربوية حرة بأداء دورها التربوي، نظرا لأنه كان يتوجس خيفة من كل شيء تشتم منه رائحة الوطنية، فلولا التحايل على اسم الزاوية عوض المدرسة، لكان مصيرها التوقيف منذ البداية. ومن ثم فإن المترجمين الذين كانوا يشتغلون مع المستعمر أكدوا له أن أصحاب الزوايا لا علاقة لهم بالسياسة، الشيء الذي مكن لهذه المؤسسة من مواصلة رسالتها التربوية تحت غطاء الزاوية.

 

ومؤسسوا هذه الزاوية، كانوا ثلاثة متطوعين من كبار علماء المغرب في ذلك الزمن يتصفون بحبهم للوطن، ولهم رغبة في مقاومة الاستعمار، والحفاظ علي تدريس اللغة العربية ومبادئ الإسلام.

 

وهم السادة:

- الفقيه والشاعر محمد القري،

- الفقيه عبد الهادي بن محمد بن عبد القادر ابن سودة المري،

- والفقيه يحيى بن محمد بن عبد القادر ابن سودة المري.

 

إن هذه المؤسسة كان لها ماض عريق ومشرق، ولا زال لها صدي طيب في الحاضر، في ميدان التعليم وتكوين الأجيال، حيث تخرج منها علماء أجلاء ورجال فكر وسياسة. ونري مع مرور الزمن أن جميع المتخرجين من هذه المدرسة قد تميزوا بأدوار هامة، ومناصب سامية في النهوض بالمغرب نظرا للمبادئ الأولية التي اكتسبوها في هذه الزاوية.

 

وقد تخرج من هذه المدرسة الفوج الأول نقتصر على ذكر بعض الأسماء منهم:

 -الفقيه الودغيري،

 -والفقيه محمد بن عبد السلام الطاهري،

- والفقيه الحسين بن البشير،

- والفقيه محمد بوطالب،

- والفقيه محمد بن عبد الله.

 

وكان من بين الفوج الثاني تلاميذ الزاوية الخضراء آنذاك:

 -الفقيه الشهيد عبد الواحد العراقي،

 -والأستاذ حماد العراقي،

- والأستاذ الحاج عبد القادر بنشقرون،

 -والفقيه محمد العمراوي،

 -ومؤرخ المملكة الأستاذ عبد الوهاب بنمنصور،

 -والدكتور عبد الهادي بوطالب،

- والأستاذ أحمد بن يحيى ابن سودة المري


وغيرهم من رجال المغرب الذين شاركوا في حزب الشورى والاستقلال وبذلوا أقصى جهودهم للمحاربة الاستعمار وتحملوا في سبيل ذلك المنفى والسجون.

 

ونظرا لتاريخها المجيد عمل السيد محمد بنسودة الوزير على اختيار اسمها لجمعيته: جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة.

Écrire commentaire

Commentaires: 0