تـقــــديــــم

الحمد لله الذي جعل محبة العرب من الإيمان والانتساب إليه والكون في جماعتهم من النعم والامتنان، المنزه عن النسب والمكان والأوان، والشركاء والوزراء والأعوان، الذي خلق الإنسان من سلالة من طين، وأوجده وصوره في الرحم، وأبرزه في أحسن إتقان، وفضله بالعقل على سائر الحيوان، وبلاغة الكلام، وفصاحة اللسان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيدي ولد عدنان، المبعوث بواضح اللسان، وصادق البرهان، المنزل عليه القرآن، وعلى آله الذين طهرهم من الرجس والأردان، وأصحابه الذين فازوا بسكنى الجنان، ذوات الياقوت والمرجان.

 

مما يزيدنا شرفا أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد أمر حسان بن ثابت رضي الله عنه أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش، من سيدنا أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وقد ذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني، رضي الله عنه: أن من لم يعرف آباءه وأجداده في الطريق فهو أعمى، وربما انتسب إلى غير أهله، فيدخل في قوله عليه السلام: (لعن الله من انتسب إلى غير أبيه).

 

فلأجل هذا وجب الاعتناء بهذا الباب، ولما كان بيت بني سودة بفاس أشهر من نار على علم، فقد تعرض الكثير من المؤرخين بالمدح والثناء على هذه الأسرة أو التعريف بنسبها.

 

دعوة صريحة إلى عموم الناس ـ خاصة ساكنة مدينة فاس ـ للاهتمام بأنسابهم ومراجعة وضبط أصولهم العائلية حفظا للنسل وتأمينا لاستمراريته وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتكلم في النسب فقال «نحن بنو النضر بن كنانة». وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم».

 

على كل فرد من الأمة العربية أن يبحث عن ماضي أسرته ويربطه بحاضره ليسنا له النهوض والرقي والإتحاف بتلك القافلة العامة، قافلة الأسلاف والأجداد، فان معرفة ماضي البلاد تصل الأمة إلى أرج الكمال وتحصل على الغاية المطلوبة، والضالة المنشودة، والسبيل المقصود.

 

ومن لا يعرف ماضي بلاده معرفة جيدة لا يطمع في نهوضها ولا يتأتى نهضة بدون تعرف إلى ذلك المجد القديم وإظهاره بمظهره اللائق، وبالأخص إذا كان ماضيا كماضي أمة أو أسرة حافلا بأنواع الرجولة والأقدام، والشجاعة وإباء النفوس، والتطلع إلى أعلى ّذروة المجد والكمال. لذا ينبغي على كل فرد من أفراد الأسرة السودية أن يتباهي ويفتخر بماضي أسرته وأن يبذل جميع مجهوداته ليتبع سبل أجداده.